تعلم كيفية تطوير: المهارات الشخصية للقيادة الشبابية للتكيف

في ظل عالم معقد ودائم التغير، فما هي القيادة؟ كيف يتم تعريفها؟ وما هي أبرز السمات التي تميز القائد الكفؤ؟ قبل مناقشة ما هي القيادة فإنه من المفيد أن نفهم ما لا تعنيه القيادة. وفقاً لكيفن كروس، الرئيس التنفيذي لمنصة LEADx التدريبية، فإن القيادة ليست لها أية علاقة بالأقدمية أو وضع شخص ما في الهرم الإداري. القيادة ليست لها أية علاقة بالمناصب والسمات الشخصية، فالقيادة تختلف تمام الاختلاف عن الإدارة.

• التأثير الاجتماعي لضمان مساهمة عمل الآخرين نحو تحقيق هدف معين.
• تحمل المخاطر ورفض الوضع الراهن من أجل تحقيق نتائج معينة.
• تحقيق الهدف من خلال توجيه العناصر البشرية.
• التأثير في الآخرين إلى حد الاتباع.

ويمكنك أن ترى من خلال كافة هذه التعريفات أن القائد يعمل مع الآخرين نحو تحقيق هدف أو نتيجة معينة.

تتطلب أزمة المناخ قادة مبتكرين من أجل صياغة أجندة تقود إلى حلول مستدامة ومستمرة. ولكن ما هي صفات القائد الجيد؟ يوضح الشكل 2 عشر صفات أساسية يتسم بها القائد الجيد. نتناول كل واحدة منها على حدا فيما يلي.

تطبيق إطار عمل المساواة بين الجنسين من كير على منهج القيادة

كما تعلمتم في الوحدة 3، فإن إطار عمل المساواة بين الجنسين من كير يدعم مناهج التكيف المناخي التي تعزز من قدرات النساء والفتيات والفئات الضعيفة الأخرى. يمكن لإطار العمل أن يكون مفيداً أيضاً من أجل تطوير مهاراتك القيادية.

وأخيراً فإن إطار العمل يدور حول تمكينك وتمكين الآخرين. ولكي تكون قائداً كفؤاً يجب عليك الانتباه إلى كل عنصر من عناصره الثلاثة (موضح في الشكل 2).

نسلط الضوء في هذا الجزء على الأنشطة الهادفة لتطوير قدراتك القيادية ، إلى جانب المهارات القيادية الرئيسية على غرار الوساطة والتفاوض والتواصل.

اجعل أحلامك القيادية حقيقة على أرض الواقع

تساور العديد منا أحلام كبيرة لحياتنا ، وما نريد أن نصبح عليه في العالم. ولكن قد يكون من السهل إرجاء هذه الأحلام لوقت آخر ، أو إجهاضها بالأصوات المشككة. ومن ثم إذا كان لديك طموحات لأن تصبح قائداً في مجال التكيف مع التغير المناخي ، فيجب عليك أن تجعل من رؤيتك حقيقة على أرض الواقع.

توجد خطوة أولى جيدة تتمثل في “جعل أحلامك حقيقة” وهي استراتيجية مستخدمة من قبل باتي دوبروفولسكي، وهو وكيل تغيير ومستشار أعمال. لا يجب عليك أن تكون فناناً من أجل ذلك ، عليك فقط أن تُمسِك بورقة وقلم ومن ثم البدء في الشخبطة ومن أجل رسم رؤيتك لمستقبلك:

1. ارسم وضعك الحالي (أين أنت في حياتك الآن).
2. ارسم واقعك الجديد والمرجو كقائد (أين تود أن تكون في المستقبل).
3. حدد الخطوات التي تحتاج لاتخاذها للانتقال من وضعك الحالي إلى ما تريد أن تصبح عليه.

ملحوظة: شاهد الفيديو الذي يشرح فيه دوبروفولسكي كيفية القيام بذلك ، وهو ما يفسح المجال لإبداعك من أجل تشكيل رؤيتك للمستقبل. إن القيام بذلك سيقودك إلى “خارطة طريق للتغيير” ، وهي طريقة للعمل على تحقيق طموحك بأن تصبح قائداً مناخياً شاباً.

حدد ما يمكنك أن تتعلمه من القادة الآخرين

تتمثل إحدى طرق بناء مهاراتك القيادية في تطبيق ما يقوم به القادة العِظام الآخرين لتحفيز فرقهم ، وتوجيه خطواتهم. انظر حولك وحدد الأشخاص الذين يعجبونك كقادة. يمكن لهذه الشخصيات أن يكونوا قادة في مجتمعك ، أو في عملك ، أو مدرستك. يمكنهم أن يكونوا رموزاً وطنية أو دولية على غرار نشطاء تغير المناخ ، أو رجال الأعمال الملهمين.

اختر من ثلاثة إلى خمسة أشخاص تعتقد أنهم قادة عظام. واسأل نفسك الأسئلة التالية بالنسبة لكل شخص:

• ما الذي يجعلهم في وجهة نظرك قادة جيدين؟
• أي من الصفات العشر للقائد الجيد (سالفة الذكر في هذه الوحدة) تتجسد فيهم؟
• ما الذي يمكنك أن تتعلمه منهم عن القيادة وتطبقه على حياتك الخاصة؟

احرص على إيجاد فرص للتطوع ودعم التكيف مع التغير المناخي

العمل التطوعي يتيح لك فرصة تعلم مهارات قيادية قيمة. فإذا أمكنك الاشتراك في مبادرات محلية لتغير المناخ ، سيكون في إمكانك أيضاً تطوير معرفتك بالقطاع.

• إذا كنت قد قمت بالفعل ببعض العمل التطوعي، اذكر تجاربك مع تناول ما تمكنت من بنائه من مهارات قيادية خلال هذه التجارب.
• تناول الطرق التي أمكنك التطوع من خلالها في مبادرات التكيف مع التغير المناخي ، وما يمكن للمهارات القيادية بنائه عبر القيام بذلك. اختر فرص التطوع التي تتيح لك إمكانية القيادة ، والعمل مع الشباب الآخرين.

بصفتك قائد شبابي فإنك قد تحتاج إلى تيسير المجموعات. على سبيل المثال، قد يُطلب منك تسهيل نقاش و/أو محاضرة تدريبية عن التكيف المناخي لشباب آخرين.

لتكون مُيسِر فعال يجب عليك ما يلي:

بصفتك قائد فإنك بطبيعة الحال ستحتاج للتفاوض مع الزملاء الشباب والأفراد الآخرين في المجتمع. تتيح لك مهارات التفاوض تحقيق أهدافك مع ضمان احترامك لاحتياجات ومعتقدات الأشخاص الآخرين.

يوجد العديد من المواقف التي قد تحتاج خلالها للتفاوض كقائد في مجال التكيف المناخي. فعلى سبيل المثال، عند التحدث مع ممثل من حكومتك المحلية عن حلول التكيف التي تريد تطبيقها ، أو عند التحدث مع منظمة أهلية محلية عن تمويل مشروع ما يقوم على إشراك شباب مجتمعك في إجراءات التغير المناخي.

ومن أجل التفاوض بفعالية يجب عليك اتباع الخطوات التالية:

الخطوة الأولى: الاستعداد للتفاوض

• تأكد من أنه لديك الوقت الكافي للاستعداد لمفاوضاتك.
• قم بإجراء بحث عن الشخص الذي تفاوضه ، وتعرَّف على تاريخه ، وسياق المفاوضات.
• قم بصياغة استراتيجية التفاوض خاصتك (ما الذي تهدف إلى تحقيقه ، مع السماح ببعض المرونة والوصول إلى اتفاق ، وكيف ستُدير المفاوضات).
• قم بإعداد قضيتك (كيف ستقدم وتثبت حججك).
• قم بالتخطيط لتكتيكاتك (التوقيت ووسائل التواصل المناسبة والمكان).

الخطوة الثانية: فتح المجال أمام التفاوض

يتطلب ذلك منك أن تمهِد الأجواء ، على سبيل المثال من خلال المقدمات الشخصية ، وتسليط الضوء على الغرض من الاجتماع ، والتأكد من أن كل شخص لديه إمكانية الإطلاع على نبذة فيما يتعلق بالموضوع أو المشكلة التي يتم مناقشتها.

يجب عليك: الاستماع جيداً وطرح أسئلة مفتوحة ، والتأكد من فهمك الواضح لموقف الطرف الآخر. احرص على الإيجاز ، وعدم التسرع في إصدار الأحكام.

لا يجب عليك: مقاطعة الحديث ، التقليل مباشرة من موقف الطرف الآخر، الكشف عن كافة أوراقك التفاوضية ، الإجابة على الأسئلة بشكل مقتضب للغاية.

الخطوة الثالثة: إجراء المفاوضات

سيتسنى لك في هذا الجزء التعرف على الخيارات والمواقف المتاحة لحل المشكلة. يمكنك طرح الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها حل المشكلة محل التفاوض مع الاستشهاد الدقيق بالمعلومات والمصادر التي قمت بالتشاور معها. يجب عليك توجيه المحادثة للتوصل إلى فهم مشترك لحل ما مع تحديد النقاط العالقة (المناطق التي تعتبر محل خلاف).

يجب عليك: التركيز على الموضوع أو المشكلة وليس الشخص ، والتركيز على المشكلات وليس المواقف ، حتى في حال بدت الفجوة كبيرة بين مواقف أطراف التفاوض ، الاستماع لنقاط الاتفاق والنقاط العالقة المحتملة ، طرح أسئلة دقيقة وتوضيحية، الاستماع إلى ما لا تقوله الكلمات، فيجب ملاحظة لغة الجسد للطرف الآخر من أجل رصد أي تناقضات فيما يتم قوله ، تلخيص الموقف والتأكد من فهمك ، مع تدوين ملاحظات في حال لزم الأمر.

لا يجب عليك: المقاطعة، الإفراط في الحديث أو السماح للطرف الآخر بالإفراط في الحديث، يجب ألا تُستفَز لتقديم حجج مضادة ، البدء في الانغلاق على نفسك، التفكير من حيث ما هو “صحيح” و”خطأ”- فمن المفيد أكثر أن تفكر من منظور الاختلاف.

الخطوة الرابعة: المضي قدماً نحو التوصل لاتفاق

حالياً أصبح في إمكانك توجيه المفاوضات لتصبح على شكل اتفاق. في هذه المرحلة ستقوم بتحديد التنازلات – أي المسائل أو الطلبات التي تنوي التنازل عنها أو تقديمها – وفي الوقت نفسه تحدد مساهمتك في الحل المقترح.

يجب عليك: استهداف تحقيق نتيجة مربحة لطرفي التفاوض ، التلخيص كلما تقدمت في الاتفاق ، أن تكون منفتحاً فيما يتعلق بدوافعك ، إبداء الأسباب قبل التقدم باقتراح أو اتخاذ قرار ، توقع الحجج المقابلة ، طرح الأسئلة ، البقاء مركزاً على الموضوع الأساسي ، كسب الامتيازات ، الارتكاز إلى النقاط المتفق عليها ، الإلقاء بأي عروض أخرى على نفس المستوى المناسب بناء على السياق.

لا يجب عليك: استخدام لغة التهديد أو السخرية، استخدام العبارات المستفزة على غرار “إنني متأكد من أنك تود قبول عرضي السخي” ، أن تدع المناقشة تخرج من دائرة التركيز ، اتخاذ موقف دفاعي أو تهاجم الطرف الآخر ، توجيه الإهانات للطرف الآخر، التشكيك في دوافع الطرف الآخر، الرفض التلقائي للحجج والأدلة التي خارج نطاق معرفتك وتصرُفك ، الاضطرار لاتخاذ القرارات قبل الوقت المحدد لها.

الخطوة الخامسة: التوصل لاتفاق

يمكنك أن تصل لاتفاق من خلال تحديد المجالات المتفق عليها بينك وبين المجموعة الأخرى أو الطرف الآخر الذي كنت تتفاوض معه. قد يكون من الممكن عدم التوصل إلى اتفاق ، وعوضاً عن ذلك قد يحتاج الأشخاص للمزيد من الوقت للتفكير في عرضك. وفي هذه الحالة، يمكنك أن توصي بتأجيل الاجتماع لموعد لآخر.

يجب عليك: تسجيل كافة القرارات بشكل كتابي والتأكد من وجود شهود على ذلك. استخدام قانون المعاملة بالمثل أو الحفاظ على ماء الوجه ، منح الوقت للأشخاص من أجل دراسة قبولهم للاتفاق ، التحقق من التزام كافة الأطراف بالقرار وامتثالهم للاتفاق ، التأكد من أن كلا طرفي المفاوضات قد أقرا بمساهمتهما الخاصة ومساهمة الطرف الآخر في إنجاح المفاوضات ومخرجاتها ، التأكد من اتضاح الرؤية لدى كافة الأطراف بشأن الخطوات المقبلة.

لا يجب عليك: التسرع في القرارات قبل إعلان الجميع التوصل إلى الاتفاق ، ترك أي خطوات لاحقة مُعلَقة ، إظهار الابتهاج.

الخطوة السادسة: متابعة المفاوضات

تتمثل الخطوة الأخيرة في متابعة المفاوضات، بحيث أنك إما أن تُبرم الاتفاق (في حال كانت النتائج إيجابية) أو تقوم بالترتيب لخطوات تالية (في حال انتهاء المفاوضات بالتوصل لاتفاق بحيث تكون هناك حاجة إلى اجتماع آخر). في حال لم تُكلل المفاوضات بالنجاح، يجب أن يتمثل إجراء المتابعة المناسب في توجيه الشكر للأطراف المشاركة.

يجب عليك: إرسال مذكرة أو رسالة إلكترونية إلى كافة الأطراف تُلخص فيها الاتفاقات التي تم التوصل إليها ، وتذكرهم بالخطوات التالية ، تنفيذ كافة الإجراءات التي وافقت عليها بحلول الموعد المتفق عليه ، إبلاغ كافة الأطراف المعنية بمن فيهم هؤلاء الذين لم يشاركوا مباشرة في المفاوضات بما تم التوصل إليه من نتائج ، إرسال خطاب شكر لهؤلاء الذين شاركوا في المفاوضات.

لا يجب عليك: نسيان المتابعة!

سواء كنت تدير عملاً وتجتمع بمستثمرين محتملين ، أو تقود حملة للتكيف مع التغير المناخي ، وتريد التأثير على الأشخاص ذوي السلطة، فإن معرفة كيفية تقديم “عرض موجز” قوي تمثل مهارة ضرورية. وحسبما يوحي الاسم فإن العرض الموجز عبارة عن خطاب قصير (من دقيقتين إلى خمس دقائق) تُعرف من خلاله عن نفسك بشكل دقيق وما تقوم به وأسباب أهميته. يقدم العرض ما تطرحه من حلول أو ما تهدف إلى تحقيقه من خلال منتج أو حملة ما. ومن ثم فإن الهدف من استخدامك للعرض الموجز هو جذب انتباه شخص ما على نحو سريع ، وضمان الإبقاء على اهتمامه للدخول في مناقشة إضافية أكثر تفصيلاً. يجب لعرضك الموجز أن يقدم للأشخاص الحاضرين ما يلي:

أبرز العوامل لنجاح العرض الموجز

• معرفتك بمن تتحدث إليه قبل أن تبدأ.
• الإكثار من التدريب.
• في حال طرح الحضور لأسئلة متكررة، فإن ذلك يعني أن عرضك الموجز ينقصه شيء ما. لذا قم بمراجعته.
• قم بإعداد نسخة من دقيقة أو دقيقتين من أجل فعاليات التواصل والاجتماعات المرتجلة.
• قم بإعداد نسخة من خمس دقائق من أجل فعاليات العرض الأطول.
• بعد عرضك الموجز، قم بتبادل بيانات الاتصال والمتابعة من خلال ملخص تنفيذي عما قدمته من حل أو حملة أو عمل عن التكيف.

بصفتك قائد شاب في مجال تغير المناخ ومناصر للتكيف فإنه سيكون لديك العديد من الفرص لاستخدام مهاراتك القيادية. تذكر أيضاً أن القادة يواصلون التعلم ، ويتسمون بمرونة التعلم والانفتاح على المعرفة والطرق الجديدة في القيام بالأشياء.

تشمل السبل التي يمكنك أن تستخدم فيها مهاراتك القيادية ما يلي: